عباس، قوله: وقاتلوا المشركين كافة يقول: جميعا.
12979 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: وقاتلوا المشركين كافة: أي جميعا.
والكافة في كل حال على صورة واحدة لا تذكر ولا تجمع، لأنها وإن كانت بلفظ فاعلة فإنها في معنى المصدر كالعافية والعاقبة، ولا تدخل العرب فيها الألف واللام لكونها آخر الكلام مع الذي فيها من معنى المصدر، كما لم يدخلوها إذا قالوا: قاموا معا وقاموا جميعا.
وأما قوله: واعلموا أن الله مع المتقين فإن معناه: واعلموا أيها المؤمنون بالله أنكم إن قاتلتم المشركين كافة، واتقيتم الله فأطعتموه فيما أمركم ونهاكم ولم تخالفوا أمره فتعصوه، كان الله معكم على عدوكم وعدوه من المشركين ومن كان الله معه لم يغلبه شئ، لان الله مع من اتقاه فخافه وأطاعه فيما كلفه من أمره ونهيه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين) *.
يقول تعالى ذكره: ما النسئ إلا زيادة في الكفر، والنسئ مصدر من قول القائل:
نسأت في أيامك ونسأ الله في أجلك: أي زاد الله في أيام عمرك ومدة حياتك حتى تبقى فيها حيا. وكل زيادة حدثت في شئ، فالشئ الحادث فيه تلك الزيادة بسبب ما حدث فيه نسئ ولذلك قيل للبن إذا كثر بالماء نسئ، وقيل للمرأة الحبلى نسوء، ونسئت المرأة، لزيادة الولد فيها وقيل: نسأت الناقة وأنسأتها: إذا زجرتها ليزداد سيرها. وقد يحتمل أن النسئ فعيل صرف إليه من مفعول، كما قيل: لعين وقتيل، بمعنى: ملعون ومقتول، ويكون معناه: إنما الشهر المؤخر زيادة في الكفر. وكأن القول الأول أشبه بمعنى الكلام، وهو أن يكون معناه: إنما التأخير الذي يؤخره أهل الشرك بالله من شهور الحرم الأربعة وتصييرهم الحرام منهن حلالا والحلال منهن حراما، زيادة في كفرهم وجحودهم أحكام الله وآياته. وقد كان بعض القراء يقرأ ذلك: إنما النسي بترك الهمز وترك مده: يضل به الذين كفروا.