وقال آخرون: هو القدير. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (وكان الله على كل شئ مقيتا) * أما المقيت: فالقدير.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: * (وكان الله على كل شئ مقيتا) * قال: على كل شئ قديرا. المقيت: القدير.
قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قول من قال: معنى المقيت: القدير، وذلك أن ذلك فيما يذكر كذلك بلغة قريش، وينشد للزبير بن عبد المطلب عم رسول الله (ص):
وذي ضغن كففت النفس عنه * وكنت على مساءته مقيتا أي قديرا. وقد قيل: إن منه قول النبي (ص): كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقيت في رواية من رواها: يقيت: يعني من هو تحت يديه في سلطانه من أهله وعياله، فيقدر له قوته. يقال منه: أقات فلان الشئ يقتيه إقاتة، وقاته يقوته قياتة وقوتا، والقوت الاسم.
وأما المقيت في بيت اليهودي الذي يقول فيه:
ليت شعري وأشعرن إذا ما * قربوها منشورة ودعيت