واليوم الآخر. يعني: بالمعاد الذي فيه الثواب والعقاب، فإنكم إن فعلتم ما أمرتم به من ذلك فلكم من الله الجزيل من الثواب، وإن لم تفعلوا ذلك فلكم الأليم من العقاب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا ليث عن مجاهد، في قوله: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * قال: فإن تنازع العلماء ردوه إلى الله والرسول. قال: يقول: فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله. ثم قرأ مجاهد هذه الآية: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) *.
حدثني المثنى، قال: ثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد في قوله: * (فردوه إلى الله والرسول) * قال: كتاب الله وسنة نبيه (ص).
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن ليث، عن مجاهد في قوله: * (فردوه إلى الله والرسول) * قال: إلى الله إلى كتابه، وإلى الرسول: إلى سنة نبيه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، قال: سأل مسلمة ميمون بن مهران عن قوله: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * قال: الله:
كتابه ورسوله: سنته. فكأنما ألقمه حجرا.
حدثنا أحمد بن حازم، قال: ثنا أبو نعيم، قال: أخبرنا جعفر بن مروان، عن ميمون بن مهران: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * قال: الرد إلى الله:
الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله إن كان حيا، فإن قبضه الله إليه فالرد إلى السنة.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * يقول: ردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله * (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) *.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول) * إن كان الرسول حيا، و * (إلى الله) * قال: إلى كتابه.
القول في تأويل قوله تعالى: * (ذلك خير وأحسن تأويلا) *.