أن يحلف الرجل أن لا يصنع وأولى خيرا ولا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس، نهاهم الله عن ذلك التأويلين بالآية تأويل من قال: معنى ذلك تجعلوا الحلف بالله حجة لكم في ترك فعل الخير فيما بينكم وبين الله وبين الناس. وذلك أن العرضة في كلام العرب: القوة والشدة، يقال منه: هذا الامر عرضة له، يعني بذلك: قوة لك على أسبابك، ويقال: فلانة عرضة للنكاح: أي قوة، ومنه قول كعب بن زهير في صفة نوق:
من كل نضاحة الذفرى إذا عرقت * عرضتها طامس الاعلام مجهول يعني ب عرضتها: قوتها وشدتها.
فمعنى قوله تعالى ذكره: ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم إذا: لا تجعلوا الله قوة لايمانكم في أن لا تبروا، ولا تتقوا، ولا تصلحوا بين الناس، ولكن إذا حلف أحدكم فرأى الذي هو خير مما حلف عليه من ترك البر والاصلاح بين الناس فليحنث في يمينه، وليبر، وليتق الله، وليصلح بين الناس، وليكفر عن يمينه. وترك ذكر لا من الكلام لدلالة الكلام عليها واكتفاء بما ذكر عما ترك، كما قال امرؤ القيس:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا * ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي بمعنى: فقلت: يمين الله لا أبرح. فحذف لا اكتفاء بدلالة الكلام عليها.
وأما قوله: أن تبروا فإنه اختلف في تأويل البر الذي عناه الله تعالى ذكره، فقال