3233 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا قال: نزل هذا يوم الأحزاب حين قال قائلهم: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.
3234 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا قال: نزلت في يوم الأحزاب، أصاب رسول الله (ص) وأصحابه بلاء وحصر، فكانوا كما قال الله عز وجل: وبلغت القلوب الحناجر.
وأما قوله: ولما يأتكم فإن عامة أهل العربية يتأولونه بمعنى: ولم يأتكم، ويزعمون أن ما صلة وحشو، وقد بينت القول في ما التي يسميها أهل العربية صلة ما، حكمها في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته.
وأما معنى قوله: مثل الذين خلوا من قبلكم فإنه يعني: شبه الذين خلوا فمضوا قبلكم. وقد دللت في غير هذا الموضع على أن المثل الشبه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
3235 - حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا.
3236 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن عبد الملك بن جريج، قال قوله: حتى يقول الرسول والذين آمنوا قال: هو خيرهم وأعلمهم بالله.
وفي قوله: حتى يقول الرسول وجهان من القراءة: الرفع، والنصب. ومن رفع فإنه يقول: لما كان يحسن في موضعه فعل أبطل عمل حتى فيها، لان حتى غير عاملة في فعل، وإنما تعمل في يفعل، وإذا تقدمها فعل وكان الذي بعدها يفعل، وهو مما قد فعل وفرغ منه، وكان ما قبلها من الفعل غير متطاول، فالفصيح من كلام العرب حينئذ