وقال آخرون: بل تأويل ذلك كان آدم على الحق إماما لذريته، فبعث الله النبيين في ولده ووجهوا معنى الأمة إلى الطاعة لله والدعاء إلى توحيده واتباع أمره من قول الله عز وجل: إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا يعني بقوله أمة إماما في الخير يقتدى به، ويتبع عليه. ذكر من قال ذلك:
3221 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: كان الناس أمة واحدة قال: آدم.
* - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
3222 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: كان الناس أمة واحدة قال: آدم، قال: كان بين آدم ونوح عشرة أنبياء، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. قال مجاهد: آدم أمة وحده، وكأن من قال هذا القول استجاز بتسمية الواحد باسم الجماعة لاجتماع أخلاق الخير الذي يكون في الجماعة المفرقة فيمن سماه بالأمة، كما يقال: فلان أمة واحدة، يقوم مقام الأمة. وقد يجوز أن يكون سماه بذلك لأنه سبب لاجتماع الأسباب من الناس على ما دعاهم إليه من أخلاق الخير، فلما كان آدم (ص) سببا لاجتماع من اجتمع على دينه من ولده إلى حال اختلافهم سماه بذلك أمة.
وقال آخرون: معنى ذلك كان الناس أمة واحدة على دين واحد يوم استخرج ذرية آدم من صلبه، فعرضهم على آدم. ذكر من قال ذلك:
3223 - حدثت عن عمار، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: كان الناس أمة واحدة وعن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، قال: كانوا أمة واحدة حيث عرضوا على آدم ففطرهم يومئذ على الاسلام، وأقروا له بالعبودية، وكانوا أمة واحدة مسلمين كلهم. ثم اختلفوا من بعد آدم، فكان أبي يقرأ: كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين إلى فيما اختلفوا فيه وإن الله إنما بعث الرسل وأنزل الكتب عند الاختلاف.
3224 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: كان