وإنما قلنا إن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الاخبار عن رسول الله (ص) أنه قال: من حج هذا البيت فليرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأنه قال صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.
3136 - حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، قال: ثنا عمرو بن قيس، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص): تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة.
* - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، عن عمرو بن قيس، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله عن النبي (ص) بنحوه.
3137 - حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا ابن عيينة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر يبلغ به النبي (ص) قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث، أو خبث الحديد.
3138 - حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: ثنا سعيد بن عبد الحميد، قال: ثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك.
وما أشبه ذلك من الاخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب، مما ينبئ عن أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله، فهو خارج من ذنوبه، كما قال جل ثناؤه: فلا إثم عليه لمن اتقى الله في حجه. فكان في ذلك من قول رسول الله (ص) ما يوضح عن أن معنى قوله عز وجل: فلا إثم عليه أنه خارج من ذنوبه، محطوطة عنه آثامه، مغفورة له أجرامه.
وأنه لا معنى لقول من تأول قوله فلا إثم عليه فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني، ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث لان الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله، أو فيما كان عليه عمله،