يا رسول الله إنك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني.
2488 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا أبو إسرائيل العبسي، عن أبي بكر بن حفص، عن أم ولد حاطب بن أبي بلتعة أنها مرت برسول الله (ص) وهو يتسحر، فدعاها إلى الطعام فقالت: إني صائمة، قال: وكيف تصومين؟ فذكرت ذلك للنبي (ص)، فقال: أين أنت من وصال آل محمد (ص)، من السحر إلى السحر؟.
فتأول الآية إذن: ثم أتموا الكف عما أمركم الله بالكف عنه، من حين يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلى الليل، ثم حل لكم ذلك بعده إلى مثل ذلك الوقت. كما:
2489 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ثم أتموا الصيام إلى الليل قال: من هذه الحدود الأربعة، فقرأ: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم فقرأ حتى بلغ: ثم أتموا الصيام إلى الليل وكان أبي وغيره من مشيختنا يقولون هذا ويتلونه علينا.
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد.
يعني تعالى ذكره بقوله: ولا تباشروهن لا تجامعوا نساءكم، وبقوله:
وأنتم عاكفون في المساجد يقول: في حال عكوفكم في المساجد، وتلك حال حبسهم أنفسهم على عبادة الله في مساجدهم. والعكوف أصله المقام، وحبس النفس على الشئ، كما قال الطرماح بن حكيم:
فبات بنات الليل حولي عكفا * عكوف البواكي بينهن صريع يعني بقوله عكفا: مقيمة. وكما قال الفرزدق:
ترى حولهن المعتفين كأنهم * على صنم في الجاهلية عكف