الله، إلا أن هذا القول ضعيف، والمناسب هو المعنى الأول، إذ ورد في القرآن الكريم قسم باسم الله وبغيره في الكثير من الآيات.
جملة بما تبصرون وما لا تبصرون لها معنى واسع، حيث تشمل كل ما يراه البشر وما لا يراه، وبعبارة أخرى تشمل كل عالم (الشهود) و (الغيب).
وقد ذكرت إحتمالات أخرى لتفسير هاتين الآيتين، منها: أن المقصود من عبارة بما تبصرون هو عالم الخلقة، ومن وما لا تبصرون هو الخالق عز وجل.
وقيل إن المقصود بالأولى هو النعم الظاهرية، وفي الثانية النعم الباطنية. أو أن المقصود بهما: البشر والملائكة على التوالي، أو الأجسام والأرواح، أو الدنيا والآخرة.
إلا أن سعة مفهوم هاتين العبارتين يمنع من تحديدهما. وبناء على هذا فإن كل ما يدخل في دائرة المشاهدة وما هو خارج عنها مشمول للقسم، إلا أنه يستبعد شمولهما للبارئ عز وجل، بلحاظ أن جعل الخالق مقترنا بالخلق أمر غير مناسب، خصوصا مع تعبير (ما) الذي جاء في الآية الكريمة والذي يستعمل في الغالب لغير العاقل.
ويستفاد ضمنا من هذا التعبير بصورة جيدة أن الأمور والأشياء التي لا يراها الإنسان كثيرة جدا، وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقيقة، وهي أن المحسوسات التي تحيطنا تشمل دائرة محدودة من الموجودات - والأشياء غير المحسوسة - سواء في مجال الألوان والأصوات والأمواج والمذاقات وغيرها - هي في الواقع أوسع دائرة من الأمور الحسية.
فالنجوم التي يمكن رؤيتها في مجموع نصفي الكرة الأرضية بحدود خمسة آلاف نجمة، طبقا لحسابات علماء الفلك، أما النجوم التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة فهي تعد بالمليارات.