القوية والمؤثرة، يقول تعالى مخاطبا إياهم: قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم.
ورد في بعض الروايات أن كفار مكة، كانوا دائما يسبون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين، وكانوا يتمنون موته ظنا منهم أن رحيله سينهي دعوته كذلك، لذا جاءت الآية أعلاه ردا عليهم.
كما جاء شبيه هذا المعنى في قوله تعالى: أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون (1).
لقد كانوا غافلين عن وعد الله سبحانه لرسوله الأمين، بأن اسمه سيكون مقترنا مع مبدأ الحق الذي لا يعتريه الفناء وإذا جاء أجله فإن ذكره لن يندرس، نعم، لقد وعده الله سبحانه بانتصار هذا المبدأ، وأن ترفرف راية هذا الدين على كل الدنيا، وحياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو موته لن يغيرا من هذه الحقيقة شيئا.
كما ذكر البعض تفسيرا آخر لهذه الآية وهو: إن خطاب الله لرسوله الكريم - الذي يشمل المؤمنين أيضا - مع ما عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الإيمان الراسخ، كان يعكس الخوف والرجاء معا في آن واحد. فكيف بكم أنتم أيها الكافرون؟ وما الذي تفكرون به لأنفسكم؟
ولكن التفسير الأول أنسب حسب الظاهر.
واستمرارا لهذا البحث، يضيف تعالى: قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين.
وهذا يعني أننا إذا آمنا بالله، واتخذناه وليا ووكيلا لنا، فإن ذلك دليل واضح على أنه الرب الرحمن، شملت رحمته الواسعة كل شئ، وغمر فيض ألطافه ونعمه الجميع (المؤمن والكافر)، إن نظرة عابرة إلى عالم الوجود وصفحة الحياة تشهد