الآخرين في حياتنا المعاصرة.
" جند " في الأصل بمعنى الأرض غير المستوية والقوية، والتي تتجمع فيها الصخور الكثيرة، ولهذا السبب فإن هذه الكلمة (جند) تطلق على العدد الكثير من الجيش.
وقد اعتبر بعض المفسرين كلمة (جند) في الآية - مورد البحث - إشارة إلى الأصنام، التي لا تستطيع مطلقا تقديم العون للمشركين في يوم القيامة، إلا أن للآية في الظاهر مفهوما واسعا والأصنام أحد مصاديقها.
ثم يضيف سبحانه مؤكدا ما سبق: أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه (1).
فإذا أمر الله السماء أن تمتنع عن المطر، والأرض عن الإنبات، وأمر الآفات الزراعية بالفتك بالمحاصيل.. فمن القادر غيره أن يطعمكم الطعام؟
وإذا ما قطع الله الرزق المعنوي عنكم والوحي السماوي من الوصول إليكم، فمن القادر غيره على إرشادكم وإنقاذكم من براثن الضلال؟ إنها لحقائق واضحة وأدلة دامغة، إلا أن العناد هو الذي يشكل حجابا للإدراك وللشعور الحق: بل لجوا في عتو ونفور.
وحتى في حياتنا المعاصرة ومع كل ألوان التقدم العلمي في الجوانب المختلفة، خصوصا في مجال الصناعة الغذائية. فإذا ما منع الله المطر عن الأرض سنة واحدة فيا لها من فاجعة عظمي تحل بالعلم، وإذا ما أصيبت النباتات بالجراد والآفات سنة واحدة فيا لها من كارثة كبرى تحل بالبشرية.
* * *