والواقع أن تمام أهداف بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزول القرآن يمكن تلخيصها بهذه الجملة، وهي الخروج من الظلمات إلى النور.
وتجدر الإشارة إلى أن " الظلمات " ذكرت بصيغة الجمع بينما ذكر النور بصيغة المفرد، لأن الكفر والشرك والفساد تؤدي إلى الفرقة والاختلاف، بينما يؤدي الإيمان والتوحيد والتقوى إلى الوحدة والتلاحم.
وفي ختام الآية يشير إلى أجر العاملين المخلصين بقوله: ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا.
وأشار بالفعل المضارع " يؤمن " و " يعمل " إلى أن إيمانهم وعملهم الصالح ليسا محدودين بحدود الزمان والمكان، وإنما لهما استمرار وديمومة (1).
والتعبير ب (خالدين) دليل على كون الجنة خالدة، وبذلك تكون كلمة " أبدا " التي جاءت بعدها تأكيد لهذا الخلود.
والتعبير ب " رزقا " بصيغة نكرة إشارة إلى عظمة وأهمية الأرزاق الطيبة التي يهيؤها الله لهذه الجماعة، وقد يتسع معناها ليشمل كل النعم الإلهية في الدنيا والآخرة، لأن الصالحين والمتقين لهم حياتهم الكريمة حتى في الحياة الدنيا.
* * *