وحقوقهن وباقي الجزئيات المتعلقة في هذا المجال، الواردة في آيات قرآنية أخرى، تمثل بمجموعها المنهج والقانون الإسلامي لمواجهة هذه المشاكل.
كل ذلك يبرز الأهمية الخاصة التي يوليها الإسلام لنظام العائلة ورعاية حقوق المرأة والأبناء. فهو يسعى لمنع وقوع الطلاق قدر الإمكان، ويحاول استئصال جذور هذا العمل البغيض، ولكن إذا وصلت هذه الجهود إلى طريق مسدود وأصبح الطلاق والانفصال هو العلاج الوحيد، عندها يحذر من ضياع حقوق الأطفال ويرفض أن تذهب هذه الحقوق ضحية هذا النزاع، حتى أنه شرع حكم الطلاق بطريقة يمكن في ضوئها الرجوع عنه غالبا.
إن أوامر الإمساك بمعروف والطلاق بمعروف، وكذلك عدم الإضرار والتضييق على النساء والتشدد في أمرهن، والتشاور الحسن في شؤون الأطفال، وما إلى ذلك كلها شواهد على ذلك.
غير أن عدم اطلاع المسلمين على هذه الأحكام وجهلهم بها، أو إعراضهم عن الالتزام بها رغم علمهم، أدى إلى نشوء مشاكل عائلية عديدة حين الطلاق، وخاصة في شأن الأطفال. وذلك نتيجة ابتعاد المسلمين عن مصدر الفيض الإلهي الذي هو القرآن. فمثلا في الوقت الذي يدعو القرآن إلى عدم خروج النساء من بيت الزوج في أيام العدة، ولا يحق للزوج إكراهها على الخروج أثناء تلك الفترة المحددة مما يؤدي هذا الحكم إلى العدول عن الطلاق ورجوع النساء إلى الحياة الزوجية، نرى قلة من النساء والرجال يلتزمون بذلك بعد وقوع الطلاق، وهذا ما يدعو إلى الأسف حقا.
* * *