رسولا ".
قال البعض: أن " الرسول " يقصد به " جبرائيل " وبهذا يكون النزول نزولا حقيقيا، نزل من السماء، غير أن هذا التفسير لا ينسجم مع عبارة يتلو عليكم آيات الله لأن جبرائيل لم يقرأ الآيات القرآنية بصورة مباشرة على المسلمين.
وبصورة عامة، فإن كل أي من هذه الآراء يحتوي على نقاط قوة ونقاط ضعف، ويبقى التفسير أو الرأي الأول أفضل الآراء أي أن " الذكر " يقصد به " القرآن " و " رسولا " يقصد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وذلك لأن القرآن الكريم أطلق على نفسه " الذكر " في آيات كثيرة، خصوصا أنها كانت مقرونة بكلمة " إنزال " إلى الحد الذي أصبح كلما جاءت عبارة " إنزال الذكر " تداعى إلى الأذهان القرآن الكريم.
ثم نقرأ في الآية (44) من سورة النحل وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم.
وجاء في الآية (6) من سورة " الحجر " وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون.
وإذا جاء في بعض الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) أن المقصود من " الذكر " هو رسول الله و " أهل الذكر " هم " الأئمة "، فقد يكون المقصود هو المعنى الباطني للآية، لأننا نعلم أن " أهل الذكر " في آية فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون النحل (43) ليس خصوص أهل البيت (عليهم السلام)، بل إن شأن نزولها هو علماء أهل الكتاب، ولكن نظرا لإتساع معنى الذكر فإنه يشمل رسول الله كأحد مصاديقه.
على أي حال فإن الهدف النهائي من إرسال الرسول وإنزال هذا الكتاب السماوي، هو لإخراج الناس من الظلمات والكفر والجهل وارتكاب الذنوب والمآثم والمفاسد الأخلاقية، إلى نور الإيمان والتوحيد والتقوى.