يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا) * من كفرهم وأعمالهم الخبيثة * (قارعة) * أي:
نازلة وداهية تقرعهم، ومصيبة شديدة من الحرب والجدب والقتل والأسير عليهم، على جهة العقوبة للتنبيه والزجر، وقيل: أراد بالقارعة سرايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يبعثها إليهم، وقيل: أراد بذلك ما مر ذكره من حديث أربد وعامر * (أو تحل قريبا من دارهم) * وقيل: إن التاء في * (تحل) * للتأنيث، والمعنى: أو تحل تلك القارعة قريبا من دارهم، فتجاورهم حتى يحصل لهم المخافة منه، عن الحسن، وقتادة وأبي مسلم والجبائي. وقيل: إن التاء للخطاب، والمعنى: أو تحل أنت يا محمد بنفسك قريبا من دارهم * (حتى يأتي وعد الله) * أي: ما وعد الله من فتح مكة، عن ابن عباس، قال: وهذه الآية مدنية، وقيل: حتى يأتي يوم القيامة، عن الحسن * (إن الله لا يخلف الميعاد) * ظاهر المعنى.
النظم: اتصلت الآية الأخيرة بقوله * (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) * والتقدير: ان مثل هذا القرآن أنزل عليهم، وهم يطلبون آيات أخر، عن الجبائي. وقيل: اتصلت بقوله * (كذلك أرسلناك) * الآية: لأن المفهوم من قوله * (لتتلوا عليهم) * أنه قرأ عليهم القرآن، وأنهم كفروا به.
* (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب (32) أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهرين من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فماله من هاد (33) لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق (34)) *.
القراءة: قرأ أهل الكوفة، ويعقوب: * (وصدوا) * بضم الصاد، وكذلك في حم المؤمن، والباقون: * (وصدوا) * بفتح الصاد.
الحجة: قال أبو الحسن: صد وصددته: مثل رجع ورجعته، قال:
صدت كما صد عما لا يحل له ساقي نصارى قبيل الفصح صوام (1)