الذكر والأنثى الآتي من قرب أو بعد، فيستدل به على فضيلة شد الرحال لذلك وندب السفر للزيارة إذ للوسائل حكم المقاصد. ا ه (ص 214 حاشية الإيضاح).
وقال الإمام المحقق الكمال ابن الهمام الحنفي في شرح فتح القدير:
المقصد الثالث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: مشايخنا رحمهم الله تعالى من أفضل المندوبات، وفي مناسك الفارس وشرح المختار:
إنها قريبة من الوجوب لمن له سعة، ثم قال بعد كلام ما نصه:
والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم إذا حصل له إذا قدم زيارة المسجد أو يستفتح فضل الله سبحانه في مرة أخرى ينويهما فيها، لأن في ذلك زيادة تعظيمه صلى الله عليه وسلم لي إجلاله. ا ه (3 / 179 - 180).
وعلق عليه العلامة الكشميري فقال:
وهو الحق عندي، فإن آلاف الألوف من السلف كانوا يشدون رحالهم لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمونها من أعظم القربات وتجريد نياتهم إنها كانت للمسجد دون الروضة المباركة باطل بل كانوا ينوون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم قطعا. ا ه (فيض الباري: 2 / 433).
قلت: كلامه صواب وجيد رحمه الله تعالى وكيف لا يكون كذلك وقد تركوا ثواب مائة ألف صلاة في مكة المكرمة وبذلوا النفس والنفيس وسافروا أترى لماذا؟
لماذا تركوا بلدا قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله.
هل تركوا ذلك من أجل زيارة المسجد كما يقولون؟
كلا ولو استظهروا بالثقلين لخالفوهم ولقالوا: إنما شدوا الرحال لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.