محمد بن الفضل اختلط بأخرة، فما رواه عنه البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذا عنه قبل اختلاطه. ا ه وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح (ص 462)، فقال: وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم. ا ه قلت: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي من شيوخ مسلم والبخاري فيكون ممن حدثوا عن محمد بن الفضل السدوسي قبل اختلاطه ولا بد.
الثاني: قال الذهبي في الميزان في ترجمة عارم (4 / 8)، وقال الدارقطني: تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة.
قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال:
اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا ترك الكل، ولا يحتج بشئ منها.
قلت: ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم.
انتهى كلام الذهبي.
وأقر العراقي في " التقييد والإيضاح " (ص 461) الذهبي في دفعه لجرح ابن حبان.
وصرح الذهبي في الكاشف (3 / 79) بأنه تغير قبل موته فما حدث. ا ه