أخرجه البيهقي، وكذا البزار، كما في " المجمع " (4 / 78) للهيثمي، وقال:
" ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: ولكنه شاذ للمخالفة في السند والمتن، على أنه يبدو أنه كان يضطرب في متنه، فتارة يرويه هكذا على القلب، وتارة على الصواب موافقا لرواية أبي نعيم والفريابي، فقال أبو داود عقبه:
" وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان، وافقهما في المتن، وقال أبو أحمد: " عن ابن عباس "، مكان ابن عمر، ورواه الوليد بن مسلم عن حنظلة، قال: " وزن المدينة، ومكيال مكة "، واختلف في المتن في حديث مالك بن دينار عن عطاء عن النبي (ص) في هذا ".
قلت: فالظاهر من كلام أبي داود هذا أن أبا أحمد وافق الفريابي وأبا نعيم على متن الحديث، ورواية البيهقي صريحة في المخالفة فيه، فلعله كان يضطرب فيه، فتارة يوافق، وتارة يخالف (1)، ولا شك أن الرواية الموافقة أولى بالقبول، وبه جزم البيهقي فقال:
" هكذا رواه أبو أحمد الزبيري، فقال: " عن ابن عباس "، وخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصواب ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ ".
وخالفه أبو حاتم فقال ابنه في " العلل " (1 / 375) بعد أن ساق الحديث بلفظ أبي نعيم، من طريقه عن ابن عمر، ومن طريق أبي الزبير عن ابن عباس:
" سألت أبي أيهما أصح؟ قال: أخطأ أبو نعيم في هذا الحديث، والصحيح عن ابن عباس عن النبي في حدثني أبي قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: قال لي أبو أحمد: أخطأ أبو نعيم فيما قال: (عن ابن عمر) ".
.