إذا كان في القعدة الثانية فليكن من قول أحدكم التحيات الطيبات الصلوات لله السلام أو قال سلام شك سعيد عليك يا أيها النبي ورحمة الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة قال ثنا أبو غلاب يونس بن جبير أن حطان بن عبد الله الرقاشي حدثه قال قال لي أبو موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وخالفه في ذلك أيضا عبد الله بن الزبير فروى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما قد حدثنا محمد بن حميد أبو قرة قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال أنا ابن لهيعة قال حدثني الحارث بن يزيد أن أبا أسلم المؤذن حدثه أنه سمع عبد الله بن الزبير يقولان تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يتشهد به بسم الله وبالله خير الأسماء التحيات الطيبات الصلوات لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وأن الساعة آتية لا ريب فيها السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم اغفر لي واهدني فكل هؤلاء قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد ما ذكرنا عنهم وخالف ما روى عن عمر رضي الله عنه فقد تواترت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم الروايات فلم يخالفها شئ فلا ينبغي خلافها ولا الاخذ بغيرها ولا الزيادة على شئ مما فيها إلا أن في حديث بن عباس رضي الله عنهما حرفا يزيد على غيره وهو المباركات فقال قائلون هو أولى من حديث غيره إذا كان قد زاد عليه والزائد أولى من الناقص وقال آخرون بل حديث بن مسعود رضي الله عنه وأبي موسى وابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه عنه مجاهد وابن بابي أولى لاستقامة طرقهم واتفاقهم على ذلك لان أبا الزبير لا يكافئ الأعمش ولا منصور ولا مغيرة ولا أشباههم ممن روى حديث بن مسعود رضي الله عنه ولا يكافئ قتادة في حديث أبي موسى ولا يكافئ أبا بشر في حديث بن عمر ولو وجب الاخذ بما زاد وإن كان دونهم لوجب الاخذ بما زاد عن ابن نابل عن الليث عن أبي الزبير فإنه قد قال في التشهد أيضا بسم الله ولوجب الاخذ بما زاد أبو أسلم عن عبد الله بن الزبير فإنه قد قال في التشهد أيضا بسم الله وزاد أيضا على ما في ذلك من الزيادة على حديث بن مسعود رضي الله عنهما فلما كانت هذه الزيادة غير مقبولة لأنه لم يزدها على الليث مثله لم يقبل زيادة بن أبي الزبير في حديث بن عباس رضي الله عنهما على عطاء بن أبي رباح لان بن جريج رواه عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا ورواه أبو الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس مرفوعا ولو ثبتت هذه الأحاديث كلها وتكافأت في أسانيدها لكان حديث عبد الله أولاها لأنهم قد أجمعوا أنه ليس للرجل أن يتشهد بما شاء من التشهد غير ما روى من ذلك
(٢٦٥)