وصلاة الجمعة وغيرها، وكانوا مصابيح هدى ونجوم اقتداء.
ومن الأعمال المهمة التي قام بها الشيخ، تأسيس المدارس لتخريج العلماء الذين يقومون بكفاية هذا البلد الواسع من أئمة وقضاة ووعاظ ومبلغين.
وعين في كل بلد وقرية عالما يعلمهم أمور دينهم، ويؤمهم في الصلاة، ونصب نفسه لتعليم رجال الدولة أمثال الأمير جعفر النيسابوري وزير الشاه.
ولما تولى الشاة طهماسب السلطنة في إيران قرب المحقق وبجلة وعظمة، وأصدر منشورا إلى سائر موظفيه في الدولة بأن من يخالف حكمه سيؤدب بأشد العقوبات (1).
وبهذا تسنى للشيخ أن يكون باعث النهضة الشيعية في إيران ومجدد المذهب، وواضع الأسس الشرعية الدستورية لدولة إيران الفتية.
وقد كان المحقق يسعى للحفاظ على وحدة المسلمين وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم، ويأمل أن يكون ذلك بالتفاهم العلمي والبرهان السديد، وكان يعارض الضغط السياسي مهما كان، ويبدو ذلك واضحا في بعض المناحي السياسية للدولة الصفوية.
كان بين المحقق والدولة علاقة تأثيرية متبادلة، فكما أرسى المبادئ الشرعية والدستورية للدولة الفتية، كانت أجواء الحكم والمسائل المستحدثة فيها تحثه على الخوض في تحقيق مسائل وأبحاث فقهية لم يعترض السابقون لها لعدم ابتلاؤهم بها فكانت أبحاثه في حدود اختيارات الفقيه وصلاة الجمعة والخراج وغيرها من المسائل.