ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى.
811 - إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (1 / 127 - 129) من طريقين آخرين عن محمد بن بشر به.
وأخرجه البخاري (2 / 334 - 335 و 3 / 272 - 273) وابن خزيمة (197) وأبو عوانة (1 / 170 - 175) والترمذي (2 / 70 - 71) وصححه، وأحمد (2 / 435 - 436) من طرق أخرى عن أبي حيان به.
812 - ثنا هدبة بن عبد الوهاب أبو صالح ثقة، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا أبو نعامة العدوي ثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل عن والآن العدوي، عن حذيفة، عن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس مكانه، حتى إذا كان من الضحى، ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلس مكانه. حتى صلى الأولى والعصر والمغرب، كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة، ثم قام إلى أهله، فقال الناس لأبي بكر: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط؟
قال: نعم (فسأله، فقال:) عرض علي ما هو كائن إلى يوم القيامة من أمر الدنيا والآخرة، يجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد يفظع الناس بذلك، حتى انطلقوا إلى آدم، والعرق يكاد أن يلجمهم، فقالوا: يا آدم!
أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله، اشفع لنا إلى ربك، فقال: قد لقيت مثل ما لقيتم، فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم: نوح (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)، فينطلقون إلى نوح، فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى موسى، فإن الله تعالى كلمه تكليما، فيقول موسى:
ليس ذاكم عندي، فانطلقوا إلى عيسى بن مريم فإنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن