حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
1149 - حديث صحيح. وهو مكرر الذي قبله.
192 - باب: في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وما دل عليها.
1150 - ثنا السفر بن عبد الرحمن بن مالك بن مغول أبو بهز، ثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس قال: كنت في حائط مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء رجل فدق الباب فقال: يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة من بعدي. قال: قلت: يا رسول الله أعلمه؟. قال: أعلمه قال: فخرجت فإذا أبو بكر قال: قلت: أبشر بالجنة وبالخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
1150 - موضوع. آفته السفر هذا، ويقال: الصقر، وهو كذاب كما قال مطين، ورواه ابن أبي حاتم (2 / 1 / 310) عنه قال:
" عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذاب، وابنه أبو بهز السفر بن عبد الرحمن أكذب منه، روى عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس... " فذكر هذا الحديث. وقال الذهبي:
" هو حديث كذب " قال ابن عدي: كان أبو يعلى إذا حدثنا عنه ضعفه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو علي جزرة: كذاب ". ومن الغريب أن يخفى حال هذا الكذاب على أبي حاتم الرازي وابن حبان، أما الأول، فقد قال ابنه:
" قلت لأبي: (لا) يتكلمون فيه؟ قال: لا ". وقال في مكان آخر (2 / 1 / 452):
" سألت أبي عنه فقلت: ما حاله؟ فقال: هو أحسن حالا من أبيه "! ثم قال: " سئل أبي عنه؟ فقال: صدوق "!
فتعقبه الذهبي بقوله: " من أين جاءه الصدق؟! ".
يعني وهو قد روى هذا الحديث الموضوع. والذي يغلب على ظني، أن أبا حاتم رحمه الله - وإن كان سمع من السفر هذا في رحلته الثانية في واسط - كما قال ابنه - فإنه لم يتيسر له أن يسمع منه كل حديثه الذي فيه ما يدل على كذبه ووضعه، كهذا الحديث، وإلا فلو سمعه منه لبادر إلى الحكم عليه بالوضع، فإنه أسرع حكما بالوضع على الأحاديث من غيره من الأئمة كما يعرف ذلك المشتغلون بهذا العلم الشريف، وبالتالي لجرح راويه ولم يحكم بصدقه. وقد