على أنه لو ثبتت عدالة حجاج وضبطه. لم يلزم من ذلك إعلال رواية ابن جابر، بل يقال: كل من الروايتين صحيح، وتكون رواية حجاج من المزيد فيما اتصل من الأسانيد، وتوجيه ذلك معروف في أمثاله، فيقال: سمعه سليم بن عامر أولا من معدي كرب عن عوف، ثم اتصل بعوف فسمعه منه مباشرة. والله أعلم.
168 - (باب في ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر) 830 - ثنا شيبان بن فروخ الأيلي ثنا حرب بن سريج المنقري ثنا أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر قال:
ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من في نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله تبارك وتعالى لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " قال: فإني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا.
830 - حديث حسن، ورجاله ثقات رجال مسلم غير حرب بن سريج المنقري وهو صدوق يخطئ كما في " التقريب "، فمثله مما يحتمل حديثه التحسين.
والحديث أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4 / 1395) بإسناد المصنف هذا ومتنة، وزاد في آخره:
" ثم نطقنا بعد ورجونا ". وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (7 / 5):
" رواه أبو يعلى، ورجاله رجال " الصحيح "، غير حرب بن سريج وهو ثقة "!
كذا أطلق توثيقه، وليس بجيد، فقد ضعف، فالأولى بيان ذلك، وقد فعله في مكان آخر، فقد أورده في آخر كتابه (10 / 378) من حديث ابن عباس نحوه وقال:
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه " حرب بن سريج، وقد وثقه غير واحد، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح ".
قلت: ولا أدري إذا كان قوله " عن ابن عباس " خطأ مطبعيا أو هكذا وقع في " الأوسط "، وأرجح الأول، والله أعلم.
وقد تابعه صالح أبو بشر المري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر به نحوه.