(الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين).
843 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن نافع وهو الأشعري من أولاد أبي موسى رضي الله عنه، وفيه ضعف، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه. وذكره ابن حبان في " الثقات ". وبالغ أبو داود فقال: " متروك الحديث ". فتعقبه الذهبي بقوله:
" وهذا تجاوز في الحد، فإن الرجل قد حدث عنه أحمد بن حنبل ومسدد، فلا يستحق الترك ".
والحديث أخرجه الطبراني عن الأشعري المذكور كما في " المجمع " (7 / 45).
قلت: ويشهد للحديث حديث أنس الآتي بعده في الكتاب وما سأذكره تحته، وحديث عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
" ما يزال الله يشفع ويدخل الجنة، ويرحم ويشفع حتى يقول: من كان من المسلمين فليدخل الجنة، فذاك حين يقول: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين).
أخرجه ابن جرير (14 / 3 و 4 و 5) والحاكم (2 / 353) وقال:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: عطاء كان اختلط، لكن لا بأس به في الشواهد.
844 - ثنا المقدمي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبو الخطاب العتكي، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة أن لا إله إلا الله تمنى الآخرون لو كانوا مسلمين.
844 - حديث صحيح، ورجاله ثقات رجال مسلم، لكنه منقطع، فإن أبا الخطاب العتكي وهو حرب بن ميمون الأكبر الأنصاري مولاهم، يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة، ولذلك ذكر الحافظ في " التقريب " أنه من الطبقة السابعة. وهي طبقة كبار أتباع التابعين عنده كمالك والثوري.
وللحديث طرق أخرى، فأخرجه ابن جرير من طرق عن القاسم بن الفضل: حدثنا ابن أبي فروة العبدي أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولان هذه الآية: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) يتأولانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار،