قلت: وكذا قال أبو داود: كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما:
" متروك الحديث ".
إلا أن الحديث صحيح، يشهد له ما قبله وما بعده، إلا الجملة الأخيرة منه " ولا يصرف عنه إنسان فيروى أبدا ". وقد وجدت لها شاهدين.
الأول: عن عثمان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود مرفوعا في حديث له في المقام المحمود وبلفظ: " وإن حرمه لم يرو بعده ".
أخرجه أحمد (1 / 398 - 399) وكذا البزار والطبراني قال الهيثمي (10 / 362): " في أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف ".
وقال الحافظ: " ضعيف، واختلط، وكان يدلس ".
والآخر: عن أنس مرفوعا:
" حوضي من كذا إلى كذا... ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا ".
قال المنذري (4 / 207): " رواه البزار والطبراني، ورواته ثقات إلا المسعودي ".
قلت: ويعني أنه كان اختلط:
وأورده الهيثمي في " المجمع " (10 / 361) بدون الزيادة هذه وقال:
" رواه البزار والطبراني في " الأوسط " وفيه المسعودي وهو ثقة، ولكنه اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح ".
قلت: فالظاهر أن الزيادة ليست عندهما معا، وإنما هي عند أحدهما. فأورده المنذري بسياق أحدهما، والهيثمي بسياق الآخر. والله أعلم.
وقد تقدم الحديث في الكتاب (711 - 714) من طرق عن أنس، بعضها في " الصحيحين " دون الزيادة، ولذلك فإن النفس لم تطمئن لثبوتها. والله تعالى أعلم.
718 - حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: قال أبو سبرة حدثني عبد الله ابن عمر ومن فيه إلى في حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأملاه علي يقول:
" ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيته كما بين أيلة إلى مكة أو صنعاء إلى المدينة وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ".