وعلى، وحلفت أن لا يكلماها، وأوصت أن لا يصليا عليها مع قول النبي في حقها: (يا فاطمة إن الله يسخط لسخطك ويرضى لرضاك).
ومن هذا حاله في أهل البيت كيف يؤمن على غيرهم، أو كيف يصلح أتباعه وتقليده وجعله واسطة بينه وبين خالقه وله أحوال غير ذلك لو نروم تعدادها لا تسع الخطاب وقل منك الجواب؟
وأما الخليفة الثاني: فقد عرفت ما كان عليه في حياة النبي ثم ولي الخلافة وأظهر البدع وعمل بضد الصواب، فمنع المتعة الثابت حلها في الشرع المحمدي كتابا وسنة وإجماعا وقد أمر الله بها ورسوله، واتفق الكل في نقلها في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزمان أبي بكر وبرهة من خلافته ثم منع منها مخالفا للقرآن والسنة والاجماع، وقام وقعد في توطيد الامر لأبي بكر حتى توعد أناسا ممن تخلف عنه بالضرب والقتل وأراد إحراق بيت فاطمة لما امتنع علي وبعض بني هاشم من البيعة وضغطها بالباب حتى أجهضت جنينا، وضربها قنفذ بالسيف عن أمره حتى أنها ماتت وألم السياط وأثرها بجنبها وغير ذلك من الأشياء المنكرة.
فقال: إن ذلك من رواياتكم وطرقكم فلا يقوم بها حجة على غيركم.
فقلت: أما الإرث وفدك والعوالي فقد رواه منكم الواقدي وموفق بن أحمد المالكي وكثير من أهل السير، وأما حديث المتعة ومنع عمر لها فمشهور عندكم، وأما حديث الاحراق والضرب وإجهاض الجنين فبعضه مروي عنكم وهو الزم على الاحراق رواه الطبري والواقدي وابن قتيبة، ثم عدت:
فقلت: وأما الخليفة الثالث، فما كان عليه من المنكرات وعمى المقبحات فمشهور لا يحتاج إلى بيان، فإنه ضرب ابن مسعود وأحرق مصحفه، ونفى أبا ذر إلى الربذة، ورد الحكم بن العاص بعد نفي النبي له، وقوله له: (لا تجاورني حيا