ظلما، واما الطعن على علي عليه السلام لتظلمه ممن ليس لهم ذنب.
فقال: ابن أبي الحديد هذا ليس منا بل من الشيعة.
فقلت له: هذا يدل على عدم اطلاعك وعلمك بأحوال الرجال، فان ابن أبي الحديد مشهور بالاعتزال وهو من مشايخ المعتزلة ومشاهيرهم، وله مصنفات حكى فيها مذهبا واشعار كذلك فاعترف بعد ذلك بأنه معتزلي.
ثم قال: دعني حتى أتروى في هذه الخطبة فأخذت له نهج البلاغة وأخرجت الخطبة منه فجعلتها نصب عينيه فطالع فيها ساعة.
ثم قال: إني لا أترك مذهبي واعتقادي في هؤلاء الثلاثة بمجرد هذا اللفظ.
فقلت: أنت مكابر معاند للحق.
ثم إنه قال: فما ظنك في مثل هذا الشيخ فخر الدين الرازي وأثير الدين الأبهري وجار الله العلامة الزمخشري وسعد الدين التفتازاني والسمرقندي والاصفهاني وغيرهم من العلماء والمدرسين الذين ملأت مصنفاتهم الآفاق وشاع ذكرهم في جميع الابصار أكلهم على ضلال؟ فلولا أن لهم دلائل ثابتة وبراهين واضحة لما ثبتوا على هذا المذهب ولا اعتقدوا خلافة هؤلاء الثلاثة، ولكن لما ثبت عندهم صحة خلافتهم بالأدلة القطعية والبراهين الساطعة اعتقدوا ذلك، وأثبتوه في مصنفاتهم وقرروه لاتباعهم وتلاميذهم، وإنما أخذ العلم عنهم وعن مصنفاتتهم فكيف أترك طريقتهم مع اعتقادي بصدقهم وعدالتهم واستفادتي من علومهم، واسلك طريق من لا أعرف صحة قوله ولا أعتقد عدالته ولا ثبت عندي علمه؟
فقلت له: إذن أنت مقلدهم قد خرجت من حيز الاستدلال وأنزلت نفسك منزلة الجهال فلا كلام لنا مع مثلك إن كنت مقلدا، وإلا لو كنت من أهل الاستدلال فكيف تتركه؟ وقد حث الله عليه وأمر به في قوله تعالى: