وجعلت السماوات في يومين.
وأما قوله: (وكان الله غفورا رحيما) و (كان الله عزيزا حكيما) و (كان الله سميعا بصيرا) فإن الله عز وجل جعل نفسه ذلك سمى نفسه ذلك ولم يجعله غيره فذلك قوله: (وكان الله) أي لم يزل كذلك. قال ابن عباس للرجل:
احفظ عني ما حدثتك واعلم أن ما اختلف عليك في القرآن أشباه ما حدثتك وأن الله عز وجل لم يترك شيئا إلا أصاب الذي أراد به، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلفن عليك القرآن، فإن كلا من عند الله عز وجل (1).
(943) ابن عباس ويزيد حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قا: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال:
لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب ثار عبد الله بن الزبير، فدعا ابن عباس إلى بيعته، فامتنع ابن عباس وظن يزيد بن معاوية أن امتناع ابن عباس تمسكا منه ببيعته فكتب إليه:
أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته والدخول في طاعته لتكون له على الباطل ظهيرا وفي المأثم شريكا وإنك اعتضمت ببيعتنا وفاء منك لنا وطاعة لله عز وجل لما عرفك من حقنا فجزاك الله عن (2) ذي رحم خير ما يجزي الواصلين أرحامهم (3) الموفين بعهودهم فما أنس من الأشياء فلست بناس برك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل من القرابة من الرسول، فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله فأعلمهم