ظفرت بنا اليوم، فوالله لنظفرن بك يوما، فاما ذكرت من وفائي وما زعمت من حقي فإن يكن ذلك كذلك فقد والله بايعت أباك وإني لاعلم أن بني عمي وجميع بني أبي أحق بهذا الامر من أبيك، ولكنكم معاشر قريش كاثرتمونا فاستأثرتم علينا سلطاننا، ودفعتمونا عن حقنا، فبعدا على من اجترأ على ظلمنا واستغوى السفهاء علينا وتولى الامر دوننا، فبعدا، لهم كما بعدت ثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ومكذبوا المرسلين.
ألا ومن أعجب الأعاجيب وما عشت أراك الدهر العجيب حملك بنات عبد المطلب وغلمة صغارا من ولده إليك بالشام كالسبي المجلوب، ترى الناس إنك قهرتنا وإنك تأمرت علينا، ولعمري لئن كنت تصبح وتمسي آمنا لجرح يدي إني لأرجو أن يعظم جراحك بلساني ونقضي وإبرامي فلا يستغفر بك الجذل ولا يمهلك الله بعد قتلك عترة رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قليلا حتى يأخذك الله أخذا أليما فيخرجك الله من الدنيا ذميما أثيما، فعش لا أبا لك فقد والله أرداك عند الله ما اقترفت، والسلام على من أطاع الله.
(944) مناظرة بين الغروي والهروي حضرت اليوم (يوم الأربعاء الخامس من ذي الحجة من السنة الخامسة وأربعمائة وألف) عند السيد العالم المتتبع الفاضل السيد جعفر مرتضى العاملي - دامت إفاضاته - وتكلم هو فيما كتبت من المواقف، ثم سألني وقال: نقلت في كتابك هذا مناظرة الغروي والهروي؟ قلت: لا، فأعطاني هذا الكتاب المشتمل على المناظرة، فأنا أنقل هنا ما في هذا الكتاب بتمامه:
قال: سألتني أطال الله بقاءك عما كان بيني وبين الهروي في بلاد خراسان نم المجادلات في المذهب وما ألزمته به من الحجج.
فاعلم أني كنت في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة مجاورا بمشهد الرضا عليه