أريدها في البصرة منه، وأظن أن الماء لا يخون أمانتك وقد أتى بها إليك.
فتأمل الشيخ وقال: أن الماء أتاني ذلك اليوم بودايع كثيرة، فصف أمانتك حتى اخرجها إليك، فوصفها له، ثم دخل منزلة وأخرج له كيسا من الدراهم على ما وصف.
فلما رأى البحراني قال: نعم يا شيخ هذه أمانتي! (1) (879) ابن الحنفية وعبد الملك كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويتحلف له ليحمل له مائة ألف في البحر ومائة ألف في البر.
فأراد عبد الملك أن يكتب إليه جوابا شافيا، فكتب إلى الحجاج أن يكتب إلى محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - بكتاب يتهدده فيه ويتوعده بالقتل ويرسل إليه ما يجيبه به.
فكتب الحجاج إليه فأجابه محمد بن الحنفية: (إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر إلي نظرة يمنعني بها منك).
فبعث الحجاج كتابه إلى عبد الملك وكتب عبد الملك ذلك إلى ملك الروم، فقال ملك الروم: ما هذا منه وما خرج إلا من بيت النبوة (2).
(880) الخليل والخلفاء كان من الزهاد الخليل بن أحمد النحوي القاري العروضي وهو من الشيعة الإمامية ، قالوا: أرسل إليه بعض الخلفاء، فأتاه الرسول فوجده يبل كسرة بماء