من غيرك لم أنم بين لابتيها (1).
(925) رجل من أهل العدل مع أحد المجبرة روي عن بعض أهل العدل: أن رجلا من المجبرة سأله عن آية في كتابهم ظاهرها إن الله أضلهم.
فقال له العدلي: إن تفصيل الجواب يطول عليك وربما لا تفهمه ولا تحفظه ولكن عرفني ما تعتقد أنت وسائر المسلمين أن القرآن الذي نزل عليكم حجة لمحمد صلى الله عليه وآله نبيكم على الكافرين والعاصين؟
فقال: بلى.
فقال العدلي: فلو كان باطن الآيات التي يتعلق بها المجبرة مثل ظاهره وان الله تعالى منع الكفار من الايمان والاسلام ومنع العصاة من الطاعة فكان يكون القرآن حجة للكفار والعصاة على محمد نبيكم صلى الله عليه وآله، وكانوا يستغنون بهذه الآيات عن محاربته وقتل أنفسهم ويقولون: إن ربك الذي جئت برسالته، وكتابك الذي جئت به يشهد أن الله قد منعنا من الاسلام والطاعة فلا تظلمنا، وقل لربك يتركنا أن نقبل منك ونسلم لك، فكان القرآن حجة الكفار على المسلمين وعليه فتقطع حجته، وهذا خلاف، مذهب الاسلام، فأذعن العقل أن لهذه الآيات معنى يليق بالعدل ويناسب الرحمة والانعام.
فانقطع المجبر (2).