فقال الملك: ما عرفنا منه ذلك حتى أن نسأله، فكتب إليه رقعة يذكر فيه هذه النسبة.
فكتب في جوابه: نعم بلغنا أن رأسه الشريف قرأ آية من تلك السورة المباركة، ولكنه لم يوصل (1) إلينا من جانب الأئمة عليهم السلام، ولا ننكره أيضا لأنه إذا كان من الامر الجائز المحقق تكلم أيدي المجرمين وشهادة أرجلهم الخبيثة يوم القيامة بما كانوا يكسبون، كيف لا يجوز أن يتكلم رأس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته في أرضه وإمام الأئمة وسيد شباب أهل الجنة بتلاوة القرآن المجيد والذكر الحميد، وتظهر منه هذه الكرامة العليا بإرادة إلهه القادر على ما يريد؟ فإنكاره في الحقيقة إنكار لقدرة الله أو جحود لفضيلة رسول الله، والعجب ممن يفعل ذلك وهو يقبل أنه بكته ملائكة السماء، وأمطرت على مصيبته من الأفلاك الدماء، وناحت عليه الجن بطريق الشيوع، وأقيمت مراسم عزائه في جميع الأصقاع والربوع، بل من أبى عن قبول أمثال ذلك مع تحقيقه وسلامة طريقه كيف لا يأبى عن صحة شرايع النبيين ومعجزاتهم المنقولة بأمثال هذه الطرق عاليا إلى أهل الدين؟
فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الفاسقين (2).