أيما أفضل: آباؤك وسلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل إلى عهد النبي صلى الله عليه وآله أو آباؤك وسلفك الذين كانوا بعد أحمد بن حنبل فإنه لابد أن يقول: إن سلفه المتقدمين على أحمد بن حنبل أفضل لأجل قربهم إلى الصدر الأول ومن عهد النبي صلى الله عليه وآله.
فقلت: إذا كان سلفك الذين كانوا قبل أحمد بن حنبل أفضل فلأي حال عدلت عن عقائدهم وعوائدهم إلى سلفك المتأخرين عن أحمد بن حنبل؟ وما كان الأوائل حنابلة، لأن أحمد بن حنبل ما كان قد ولد ولا كان مذكورا عندهم. فلزمته الحجة وانكشفت له المحجة والحمد لله رب العالمين (1).
(937) ابن طاووس مع بعض الزيدية وحضر عندي يا ولدي محمد - رعاك الله جل جلاله بعنايته الإلهية - بعض الزيدية وقد قال لي: إن جماعة من الامامية يريدون مني الرجوع عن مذهبي بغير حجة، وأريد أن تكشف لي عن حقيقة الامر بما يثبت في عقلي.
قلت له: أول ما أقول: إنني علوي حسني وحالي معلوم، ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك نفعا ورياسة لي دينية ودنيوية، وأنا اكشف لك بوجه لطيف عن ضعف مذهبك بعض التكشف: هل يقبل عقل عاقل فاضل أن سلطان العالمين ينفذ رسولا أفضل من الأولين والآخرين إلى الخلائق في المشارق والمغارب ويصدقه بالمعجزات القاهرة والآيات الباهرة، ثم يعكس هذا الاهتمام الهائل والتدبير الكامل ويجعل عيار اعتماد الاسلام والمسلمين على ظن ضعيف يمكن ظهور فساده وبطلانه للعارفين؟
فقال: كيف هذا؟