﴿فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (1).
ومنها قول عمر لسعد بن عبادة الخزرجي سيدالنصار و أميرهم لما امتنع من البيعة، لأنه كان حاضرا في السقيفة ولم يبايع: اقتلوا سعدا قتل الله سعدا، وهذا عين الاكراه.
ومنها ما رواه أهل الحديث ورواه عدة من أصحابنا ممن يوثق بنقلهم وتعرف عدالتهم: أن أبا بكر لما صعد المنبر في أول جمعة من خلافته قام إليه اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين وستة من الأنصار فأنكروا عليه قيامه ذلك المقام حتى افحموه على المنبر ولم يزد جوابا، فقام إليه عمر وقال: يا لكع، إذا كنت لا تقوم بحجة فلم أقمت نفسك هذا المقام؟ وأخذ بيده وأنزله عن المنبر، فلما كانت الجمعة الثانية جاؤوا في جمع وجاء خالد بن الوليد في مائد رجل وجاء معاذ بن جبل في مائة وكلهم شاهرون سيوفهم حتى دخلوا المسجد وكان فيه علي وجماعة من الصابة وفيهم سلمان الفارسي، فقال عمر: والله يا أصحاب علي لئن ذهب رجل منكم يتكلم بما تكلم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه، فقال سلمان الفارسي صدق رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه قال: بينا أخي وابن عمي جالس في مسجدي إذ وثبت عليه جماعة من كلاب أهل النار يريدون قتله فلا شك أنكم هم، فاهوى إليه عمر بالسيف ليضربه فاخذ علي بمجامع ثوبه وجلد به الأرض، وقال: يا ابن صهاك الحبشية، أبأسيافكم تهددوننا؟ وبجمعكم تكاثرننا؟ والله لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله تقدم لأريتكم اليوم أينا اليوم أضعف ناصرا وأقل عددا.
ثم فرق أصحابه سلام الله عليه، وإذا كانت الأمور الجارية بينهم على مثل هذه الروايات دلت على وقوع الاكراه وعدم تمكن هؤلاء المتخلفين عن