الله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم) (١) (وقليل من عبادي الشكور) (٢) ﴿وما آمن معه إلا قليل﴾ (٣).
بل رأينا القلة ممدوحة في الحرب قال تعالى: ﴿وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين﴾ (4).
وإن أردت الثاني: وهو إجماع أهل الحل والعقد في يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فلي في إبطاله طريقتان: طريقة على مذهبي ولا تلزمك، وطريقة على مذهبك تبطل لك الاجماع المدعى إلزاما.
أما الطريقة الأولى في إبطال هذا الاجماع: فهي أن الاجماع عندنا إنما يكون حجة إذا دخل المعصوم في جملة المجمعين، فكل أجماع لا يكون فيه معصوم لا حجة فيه لجواز الخطأ على كل واحد فكذا على الكل، لأنه مركب من الآحاد وأنت لا تقول بدخول المعصوم في هذا الاجماع الذي تدعيه فلا يكون عندنا صحيحا.
وأما الطريقة الثانية التي تبطل الاجماع على مذهبك فهي: ان الاجماع هو اتفاق أهل الحل والعقد على أمر من الأمور وهذا المعنى لم يحصل لأبي بكر يوم السقيفة، لان فضلاء الصحابة وزهادهم وعلماءهم وذوي القدر منهم وأهل الحل والعقد كانوا غائبين عن السقيفة بالاتفاق كعلي والعباس وابنه عبد الله والزبير والمقداد وعمار وأبي ذر وسلمان وجماعة من بني هاشم وغيرهم من الصحابة، لأنهم كانوا مشغولين بمصيبة النبي صلى الله عليه وآله، وكان علي والعباس مشتغلين بتجهيزه صلوات الله عليه وآله، فرأى الأنصار فرصة