اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعا! غير هارون وأهل بيته، وقال لهم السامري: " هذا إلهكم وإله موسى "، وقال لهم بعد ذلك:
" ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه: " إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون " قال موسى: " رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا و بين القوم الفاسقين " فأحدثت هذه الأمة ذلك المثال سواء، وقد كانت لهم فضائل وسوابق مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنازل بينه قريبة منه (1) مقرين بدين محمد والقرآن حتى فارقهم نبيهم صلى الله عليه وآله فاختلفوا و تفرقوا وتحاسدوا، وخالفوا إمامهم ووليهم حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ونفر قليل لقوا الله عز وجل على دينهم وإيمانهم، ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى عليه السلام باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه وزعمهم أنه ربهم وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته ونبينا صلى الله عليه وآله قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن، واحتج عليهم به، وأمر بطاعتهم، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وأنه كل من كان هو وليه ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وأنه خليفته فيهم ووصيه، وأن من أطاعه أطاع الله، ومن عصاه عصى الله، ومن والاه والى الله، ومن عاداه عادى الله، فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره. يا معاوية أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله حين بعث إلى مؤتة أمر عليهم جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
ثم قال: " إن هلك جعفر فزيد بن حارثة، فإن هلك زيد فعبد الله بن