رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى، فيهم رجلين من حيين من قريش مختلفين، وثلاثة من بني أمية، وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص، إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا. يا معاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام وهو يقول: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم "؟ فقلنا: بلى يا رسول الله. فقال:
" أليس أزواجي أمهاتكم "؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " من كنت مولاه فهذا مولاه أولى به من نفسه - وضرب بيده على منكب علي عليه السلام - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، أيها الناس! أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم ابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر ".
ثم عاد فقال: " أيها الناس! إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، وإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، فإذا استشهد الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر - ثم أقبل إلى علي فقال: يا علي إنك ستدركه فاقرأه مني السلام - فإذا استشهدوا فابني محمد أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم - وستدركه أنت يا حسين فاقرأه مني السلام - ثم يكون في عقب محمد رجال واحد بعد واحد، وليس منهم أحد إلا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر، كلهم هادون مهتدون ".
فقام علي بن أبي طالب وهو يبكي، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله!
أتقتل؟ قال: " نعم أهلك شهيدا بالسم، وتقتل أنت بالسيف وتخضب لحيتك من دم رأسك، ويقتل ابني الحسن بالسم، ويقتل ابني الحسين بالسيف، يقتله