ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه لهيبته ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. فقال معاوية:
زدني من صفته، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود الله بمهجته ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الاتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وهو يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك، ثم وآه وآه لبعد السفر وقلة الزاد وخشونة الطريق، قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار كذلك كان والله علي، رحم الله أبا الحسن (1).
135 / 8 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من صار إلى أخيه المؤمن في حاجة أو مسلما فحجبه لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة (2).
أقول: الظاهر (صار) في الحديث تصحيف (سار) بالسين.
136 / 9 - ابن فهد الحلي رفعه إلى عبد المؤمن الأنصاري أنه قال دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفري فتبسمت إليه، فقال عليه السلام: أتحبه؟ فقلت: نعم وما أحببته إلا لكم، فقال عليه السلام: هو أخوك والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ملعون ملعون من اغتاب أخاه (3).