ومنسوب إلى النفس الزكية راجع تاريخ الطبري (ج 6 ص 196) وتاريخ الكامل لابن الأثير (ج 5 ص 5) وكامل المبرد (ج 3 ص 1274 ص 1275) وكتاب المحاضرات، وتاريخ الأمم والدولة العباسية (ص 65) ترى الحديث مرويا فيها مع اختلاف في ألفاظه، وهو دليل آخر قوي على أنه حديث مختلق مكذوب لأجل غاية كانوا يطلبونها من أمير الشام وهو تشكيك الناس في إيمان مؤمن قريش عليه السلام الذي شاع الاسلام وبني الدين على ما قام به من نصرة ابن أخيه صلى الله عليه وآله ولولاه لما قام الدين، ولم يتمكن النبي صلى الله عليه وآله من نشر دعوته الاسلامية، هذا ولو تأملت في ألفاظ الحديث المنسوب إلى النفس الزكية تراها ركيكة واهية، فهل رأيت أحدا يفتخر بأهل النار ويقول أنا سيد أهل النار، أو يفتخر بالأشرار، ويقول أنا ابن شر الأشرار، نعم لا يصدر هذا الافتخار إلا من مجنون لا يعقل ما يقول، والنفس الزكية عليه السلام لم يكن مجنونا، ولم تصدر منه هذه الكلمات، وعلى الأخص في مقابل شخص كالمنصور الذي هو من أعدائه وأعداء آبائه عليهم السلام وفي حال قيامه بالحرب معه، ونسأل المفتعل لهذا الحديث هل كان أبو طالب عليه السلام شر الأشرار أو خير الأشرار؟ كما في بعض ألفاظ الحديث، وهل في الشر خير حتى يكون أبو طالب عليه السلام خيرهم وهل لأهل النار سيد حتى يكون أبو طالب عليه السلام سيدهم؟.
فهل يقال لمن نصر الرسول الأكرم، وقام في الذب عنه وحياطته شر الأشرار؟ ولأبي لهب وأبي جهل خير الأخيار؟ وهما اللذان آذيا الرسول صلى الله عليه وآله بأنواع الأذى، ولو تمكنوا على أكثر مما عملوا ما قصروا عنه.
(قال المؤلف) فلنرجع إلى فول ابن أبي الحديد حيث قال: وهو