عند رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب، فتعلق به وقال والله لا تبرح حتى أفضحك، فجاء أبو البحتري بن هشام فقال: مالك وله؟ عنده طعام لعمته أفتمنعه أن يحمله إليها، خل سبيله، فأبى أبو جهل فنال منه فضربه أبو البحتري بلحى جمل فشجه ووطأه وطئا شديدا وحمزة ينظر إليهم، وهم يكرهون أن يبلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك فيشتمت به وهو والمسلمون، ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعو الناس سرا وجهرا، والوحي متتابع إليه فبقوا كذلك ثلاث سنين (أو أربع سنين) كما في المناقب لابن شهرآشوب (ج 1 ص 46 من الطبع الثاني سنة: 1317 ه) فقام في نقض الصحيفة نفر من قريش، وكان أحسنهم بلاء فيه هشام بن عمرو بن الحرث بن عمرو بن لوي، وهو ابن أخي نضلة ابن هشام بن عبد مناف لامه، كان يأتي بالبعير قد أوقره طعاما ليلا ويستقبل به الشعب ويخلع خطامه فيه فيدخل الشعب فلما رأى ما هم فيه وطول المدة عليهم مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي أخي أم سلمة، وكان شديد الغيرة على النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال: يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت، أما إني أحلف بالله لو كان أخوالي أبا الحكم يعني أبا جهل ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه ما أجابك ابدا، فقال: فماذا أصنع وإنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لنقضتها، فقال قد وجدت رجلا، قال ومن هو؟ قال انا، قال زهير أبغنا ثالثا قال قد فعلت، قال من هو؟
قال زهير بن أمية، قال: أيضا رابعا، قال: نعم، قال من هو؟
قال: انا وزهير والمطعم، قال أبغني خامسا فذهب إلى زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد فكلمه وذكره له قرابتهم، قال: وهل على هذا الامر