بن أبي طالب عليه السلام بالرغم من أنه منع من ممارسة حقه الشرعي فصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى يرى تراثه نهبا ولكن هذا كله لم يمنعه من إبداء النصح لقادة الحكومة آن ذاك والحفاظ على وحدة الأمة وعلى الاسلام ونشر راية الهدى وإعلاء كلمة التوحيد. كما سوف يأتي في ثنايا الكتاب.
والاختلاف بين الطائفتين المسلمتين السنة والشيعة لم يكن أوسع وأكبر وأكثر من الاختلاف بين المذاهب الأربعة أنفسهم بل قد يحصل التبدل والاختلاف في مذهب واحد كما في مذهب الإمام الشافعي بين الفتوى الجديد والقديم وبين تلامذة الإمام أبي حنيفة. وهذه الظاهرة يمكن للباحث أن يتحصل عليها عندما يراجع الكتب التي تعتني بالفقه المقارن مثل كتاب الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري والفقه على المذاهب الخمسة للشيخ محمد جواد مغنية وغيرهما فكما أن الاختلاف في الآراء والفتوى بين المذاهب الأربعة لم يكن عائقا لتوحيدهم وربطهم كذلك لا ينبغي أن يكون مجرد الاختلاف في وجهات النظر السياسية والعلمية بين السنة والشيعة عائقا عن تلاحمهم وتعاونهم وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم أمام عدوهم المشترك. ولا غرو أن يكون مذهب الشيعة إلى جنب المذاهب الأربعة إن لم يكن في مقدمتها حيث أن الإمام الصادق (ع) سادس أئمة أهل البيت والذي ينتسب إليه الشيعة ويأخذون أكثر فقههم من طريقه كان أستاذا لأبي حنيفة وقد قال في حق أستاذه " لولا السنتان لهلك النعمان " يعني السنتين اللتين تعلمهما عند الإمام جعفر بن محمد الصاد (ع) بالإضافة إلى المميزات التي تكون موجودة عنده دون غيره، كما صرح جملة من أعلام الأمة الاسلامية من أهل السنة وخصوصا من مشايخ الأزهر كالشيخ سليم البشري