والشيخ محمود شلتوت على ما سوف يأتي من كلام الأول وفتوى الثاني في أثناء الكتاب.
والمسائل الخلافية التي تدور بينهم لما يريدوا أن يبحثوها يجب أن تبحث بحثا علميا موضوعيا بعيدة عن المنابزة والاتهامات والتعصبات بل في جو يسوده الهدوء والأخوة الاسلامية والمحبة الايمانية مهما كانت نتائج البحث سلبا أو إيجابا وفي صالح أي طرف من الأطراف والواجب أن يشعروا جميعا أن هدفهم في البحث هو طلب الحق وتقص الحقائق ويكون سببا لوحدتهم وجمع كلمتهم على الحق والهدى بعد أن يكتشفوا الأسباب التي أدت إلى تمزقهم وتفرقهم.
وكتاب المراجعات الذي هو بين أيدينا من أبرز المصاديق لهذه الحقيقة فقد اجتمع علمان من أعلام الأمة الاسلامية السنة والشيعة وتحسسوا مشاكل الأمة الاسلامية فرأوا من أبرزها هو الاختلاف والتباعد بين الطائفتين المسلمتين السنة والشيعة فحددوا الداء ووضعوا له الدواء وصمموا على أن يبحثوا تلك الأسباب وأن يضعوا لها حدا فاصلا.
وبالفعل فقد اجتمع كل من الشيخ سليم البشري شيخ جامع الأزهر في مصر في وقته والإمام شرف الدين (قدس) وبحثا المسائل الخلافية في الإمامة والمذهب وبعض المسائل التاريخية بحثاها معا بحثا موضوعيا مشفوعا بالاحساس بالمسؤولية الشرعية والروح الأخوية بعيدة عن التعصب الطائفي أو الانحياز الشخصي فخدما بذلك الأمة الاسلامية في توحيد كلمتها ورص صفوفها وسدت فجوات كبيرة كان العدو ينفذ منها.