المراجعات - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٩٢
أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله، ونقل إلى منتقله (909).
وقوله عليه السلام من خطبة أخرى يعجب فيها من مخالفيه: " فيا عجبي! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي... الخطبة (1) (910) ".
2 - وللزهراء عليها السلام حجج بالغة، وخطبتاها في ذلك سائرتان، كان أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم بحفظ القرآن، وقد تناولت أولئك الذين نقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه في غير موضعه، فقالت: " ويحهم أنى زحزحوها - أي الخلافة - عن رواسي الرسالة؟! وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، الطبن (2) بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله منه نكير سفيه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، وتالله لو تكافأوا (3) على زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه، ولا يتتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا (4) تطفح ضفتاه، ولا يترنم جانباه، ولأصدرهم بطانة (5) ونصح لهم سرا وإعلانا، غير متحل منهم بطائل إلا بغمر

(1) راجعها في ص 145 من الجزء الأول من النهج وهي الخطبة 84.
(2) الخبير.
(3) التكافؤ: التساوي، والزمام الذي نبذه إليه رسول الله - أي ألقاه إليه - إنما هو زمام الأمة في أمور دينها ودنياها، والمعنى أنهم لو تساووا جميعا في الانقياد بذلك الزمام، والاستسلام إلى ذلك القائد العام، لاعتقله أي وضعه بين ركابه، وساقه كما يعتقل الرمح، وسار بهم سيرا سجحا أي سهلا لا يكلم خشاشه أي لا يجرح أنف البعير، والخشاش: عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ولا يتتعتع راكبه أي لا يصيبه أذى.
(4) أي يفيض منه الماء.
(5) أي شبعانين.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست