على أن تكون في بيت مخصوص فتأولوا نصوصها، وجعلوها بالانتخاب، ليكون لكل حي من أحيائهم أمل بها ولو بعد حين، فكانت مرة هنا، وأخرى هناك، وتارة هنالك، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط إلى تأييد هذا المبدأ، والقضاء على كل ما يخالفه، فاضطرتهم الحال إلى التجافي عن مذهب أهل البيت، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به من كتاب أو سنة، ولو استسلموا لظواهر الأدلة فرجعوا إلى أهل البيت وارجعوا الخاصة والعامة إليهم في فروع الدين وأصوله، لقطعوا على أنفسهم خط الرجعة إلى مبدئهم، ولأصبحوا من أكبر الدعاة إلى أهل البيت، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في سياستهم، ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن إمامة الأئمة من أهل البيت في المذهب ليس إلا فرعا عن العدول عن إمامتهم العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن تأويل الأدلة على إمامتهم الخاصة، إنما كان بعد تأويل الأدلة على إمامتهم العامة، ولولا ذلك ما التوى عنهم ملتو.
4 - دعنا من نصوصهم وبيناتهم، وانظر إليهم بقطع النظر عنها فهل تجد فيهم قصورا - في علم أو عمل أو تقوى - عن الإمام الأشعري، أو الأئمة الأربعة أو غيرهم، وإذا لم يكن فيهم قصور، فبم كان غيرهم أولى بالاتباع؟ وأحق بأن يطاع.
5 - وأي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بحبلهم، والناهجين على منوالهم، حاشا أهل السنة والجماعة أن يحكموا بذلك، والسلام عليهم.
ش