على السبعين الذين خرجوا مع النبي يكون بسببها أبلغ مما لو قال الذين قال لهم رجل إن الناس قد جمعوا لكم كما لا يخفى. ولهذه الآية نظائر في الكتاب والسنة وكلام العرب، قال الله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم) * وإنما كان الذي بسط يده إليهم رجل واحد من بني محارب يقال له غورث، وقيل إنما هو عمرو بن جحاش من بني النضير، استل السيف فهزه وهم أن يضرب به رسول الله، فمنعه الله عز وجل عن ذلك، في قضية أخرجها المحدثون وأهل الأخبار والمفسرون، وأوردها ابن هشام في غزوة ذات الرقاع من الجزء الثالث من سيرته (539) وقد أطلق الله سبحانه على ذلك الرجل، وهو مفرد لفظ قوم، وهي للجماعة تعظيما لنعمة الله عز وجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله عليه وآله، وأطلق في آية المباهلة (540) لفظ الأبناء والنساء والأنفس - وهي حقيقة في العموم - على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص إجماعا وقولا واحدا تعظيما لشأنهم عليهم السلام، ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى، وهذا من الأدلة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد إذا اقتضته نكتة بيانية.
3 - وقد ذكر الإمام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان: أن النكتة في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال): وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه (541).
4 - وذكر الزمخشري في كشافه نكتة أخرى حيث قال: فإن قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة، قلت: