والثامن الفعل وهو قوله عز وجل: فاقض ما أنت قاض (2) أي افعل ما أنت فاعل.
والتاسع الاتمام وهو قوله عز وجل: فلما قضى موسى الأجل وقوله عز وجل حكاية عن موسى: أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل (3) أي أتممت.
والعاشر الفراغ من الشئ وهو قوله عز وجل: قضي الامر الذي فيه تستفتيان (4) يعني فرغ لكما منه، وقول القائل: قد قضيت لك حاجتك، يعني فرغت لك منها، فيجوز أن يقال: إن الأشياء كلها بقضاء الله وقدره تبارك وتعالى بمعنى أن الله عز وجل قد علمها وعلم مقاديرها، وله عز وجل في جميعها حكم من خير أو شر، فما كان من خير فقد قضاه بمعنى أنه أمر به وحتمه وجعله حقا وعلم مبلغه ومقداره، وما كان من شر فلم يأمر به ولم يرضه ولكنه عز وجل قد قضاه وقدره بمعنى أنه علمه بمقداره ومبلغه وحكم فيه بحكمه.
____________________
من الأبواب المتفرقة، قيل: كان لمصر أربعة أبواب، فدخلوها من أبوابها الأربعة متفرقين (ما كان يغني عنهم من الله من شئ) أي: لم يكن دخولهم مصر كذلك يدفع عنهم شيئا أراد الله إيقاعه بهم من حسد أو إصابة عين، وهو عليه السلام كان عالما