قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته: ليس البداء كما يظنه جهال الناس بأنه بداء ندامة تعالى الله عن ذلك 1)، ولكن يجب علينا أن نقر لله عز وجل بأن له البداء، معناه أن له أن يبدأ بشئ من خلقه فيخلقه قبل شئ ثم يعدم ذلك الشئ ويبدأ بخلق غيره، أو يأمر بأمر ثم ينهى عن مثله أو ينهى عن شئ ثم يأمر بمثل ما نهى عنه، وذلك
____________________
1) إعلم أن البداء والكشف عن معناه من المطالب الجليلة، وقد اختلف فيه الناس، ونسبوا إلينا ما لا نقول به في معناه.
وبيانه: أن البداء ممدودا، عرفه أهل اللغة بمعنى ظهور رأي لم يكن، فمن أجله أشكل على الجمهور نسبته إليه سبحانه، لاستلزامه حدوث العلم في الزمن الثاني بعد أن لم يكن في الزمن الأول كما هو الموجود فينا، وشنعوا علينا في ذلك تشنيعا بليغا حتى أن الناصبي فخر الرازي ذكر في خاتمة كتاب المحصل حاكيا عن سليمان بن جرير: أن أئمة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم، فإذا قالوا:
وبيانه: أن البداء ممدودا، عرفه أهل اللغة بمعنى ظهور رأي لم يكن، فمن أجله أشكل على الجمهور نسبته إليه سبحانه، لاستلزامه حدوث العلم في الزمن الثاني بعد أن لم يكن في الزمن الأول كما هو الموجود فينا، وشنعوا علينا في ذلك تشنيعا بليغا حتى أن الناصبي فخر الرازي ذكر في خاتمة كتاب المحصل حاكيا عن سليمان بن جرير: أن أئمة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم، فإذا قالوا: