إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم، فما أمرهم به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونوا آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله.
____________________
وثالثها: أن يكون المعنى: المبالغة في الاخبار عن قربه من عباده وعلمه بما يبطنون ويخفون، وأن الضمائر المكنونة له ظاهرة والخفايا المستورة لعلمه باديه، يجري ذلك مجرى قوله تعالى: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ونحن نعلم أنه تعالى لم يرد قرب المسافة، بل المعنى الذي ذكرناه، وإذا كان عز وجل هو أعلم بما في قلوبنا منا فكان ما نعلمه أيضا يجوز أن ننساه ونسهو عنه ونضل عن علمه، وكل ذلك لا يجوز عليه، فجاز أن نقول: إنه يحول بيننا وبين قلوبنا، لأنه معلوم في الشاهد أن كل شئ يحول بين الشيئين فهو أقرب إليهما، والعرب تضع كثيرا لفظة القرب على غير معنى المسافة، فيقول: فلان أقرب إلى قلبي من فلان.
ورابعها: ما أجاب به بعضهم من أن المؤمنين كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلة عددهم، فيدخل قلوبهم الخوف، فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المرء وقلبه، بأن يبدله بالخوف الامن ويبدل عدوهم بظنهم أنهم قادرون عليهم الجبن والخوف، ويمكن في الآية وجه خامس وهو أن يكون المراد: أنه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالأمر والنهي والوعد والوعيد، انتهى.
ورابعها: ما أجاب به بعضهم من أن المؤمنين كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلة عددهم، فيدخل قلوبهم الخوف، فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المرء وقلبه، بأن يبدله بالخوف الامن ويبدل عدوهم بظنهم أنهم قادرون عليهم الجبن والخوف، ويمكن في الآية وجه خامس وهو أن يكون المراد: أنه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالأمر والنهي والوعد والوعيد، انتهى.