____________________
باب المشيئة والإرادة 1) الظاهر أن المراد من المشيئة الواردة في هذا الخبر وما يتلوه من أخبار هذا الباب هو مشيئته سبحانه لا مشيئة العباد. وأما كونها محدثة، فقد سبق تحقيقه فيما تقدم من قوله عليه السلام (خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة) وذلك أنها فينا عبارة عن الهمة بالشئ والميل إليه. وأما مشيئته سبحانه، فقال الرضا عليه السلام فيما رواه البرقي في المحاسن: ابتداء الفعل (1) فسر تارة بإرادة النقش في الألواح السماوية، وأخرى بأول أسباب إيجاد الفعل من الفاعل.
ومن تتبع الأخبار الواردة والشاردة يرى أن للمشيئة الواردة في الآيات والاخبار معان كثيرة، أشهرها وأوضحها معان ثلاثة: أولها: العلم القديم. وثانيها:
الانتقاش في وجوه الألواح، وثالثها: مبادي الإرادة، فتكون الإرادة مكملة لها، لأنها العزم القوي على ما وقع الميل إليه.
وبهذه المعاني يجمع بين مواردها المتضادة، فما ورد من أن كل شئ من الخير والشر وقع بالمشيئة، المراد منه أحد المعنيين الأولين، وما ورد من أن المشيئة لا تتعلق بالقبيح، فالمراد منها المعنى الثالث. وكذلك ما روي من اتصافها بالقدم تارة وبالحدوث (2) أخرى.
وجوز بعض المحققين ان يراد من المشيئة هنا مشيئة العبد، لانهه تعالى
ومن تتبع الأخبار الواردة والشاردة يرى أن للمشيئة الواردة في الآيات والاخبار معان كثيرة، أشهرها وأوضحها معان ثلاثة: أولها: العلم القديم. وثانيها:
الانتقاش في وجوه الألواح، وثالثها: مبادي الإرادة، فتكون الإرادة مكملة لها، لأنها العزم القوي على ما وقع الميل إليه.
وبهذه المعاني يجمع بين مواردها المتضادة، فما ورد من أن كل شئ من الخير والشر وقع بالمشيئة، المراد منه أحد المعنيين الأولين، وما ورد من أن المشيئة لا تتعلق بالقبيح، فالمراد منها المعنى الثالث. وكذلك ما روي من اتصافها بالقدم تارة وبالحدوث (2) أخرى.
وجوز بعض المحققين ان يراد من المشيئة هنا مشيئة العبد، لانهه تعالى