نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤
عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون 1) (1) قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه، وقال: فألهمها فجورها وتقويها (2) قال:
بين لها ما تأتي وما تترك 2)، وقال: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) قال: عرفناه 3) إما آخذا وإما تاركا وفي قوله عز وجل: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى (4) قال: عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون.
____________________
أوجدها فيهم.
1) قالوا: نزلت الآية في قوم ماتوا على الاسلام قبل نزول الفرائض، فقال المسلمون: يا رسول الله إخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم؟ فنزل (وما كان الله ليضل قوما) الآية.
أي: وما كان الله يحكم بضلالة قوم بعد ما حكم بهدايتهم (حتى يبين لهم ما يتقون) من الامر بالطاعة والنهي عن المعصية فلا يتقون، فعند ذلك يحكم بضلالتهم. وقيل: ما كان الله ليعذب قوما، فيضلهم عن الثواب والكرامة وطريق الجنة بعد إذ هداهم ودعاهم إلى الايمان حتى يبين لهم ما يستحقون به الثواب والعقاب من الطاعة والمعصية (5).
2) أي: بين لها الطاعة والمعصية، ورغبها في الأولى ورغبها عن الثانية.
3) أي: بينا الطريق ونصبنا له الأدلة ومكناه من معرفة الحق والباطل ليختار: إما السعادة، أو الشقاوة. وفي هذا دلالة على أن الله سبحانه قد هدى

(١) التوبة: ١١٥.
(٢) الشمس: ٨.
(٣) الانسان: ٣.
(٤) فصلت: ١٧.
(5) مجمع البيان 3: 77.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 439 440 ... » »»
الفهرست